“نعيب جمهورنا والعيب فينا”

السلاااااااااااااااااام علييييييييييييييييييييكم


جيييييييييييييييييييييييييييييف الحااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال






حقاً أمرنا غريب، أخذنا نلعب بالكبريت، ولما اشتعلت النيران صرخنا وقلنا “الحقونا”.ما حدث في استاد آل مكتوم عقب مباراة النصر والعين قبل يومين ليس إلا نتاجاً طبيعياً جداً لعمليات الشحن والتسخين والتعبئة الحادثة على صعيد مسابقة دوري المحترفين، وإفرازاً متوقعاً للحملات التي اشتغلت عليها معظم وسائل الإعلام، تارة لحماية اللاعبين الأجانب، وتارة لحماية نجومنا، وتارة لتحفيز الجماهير، وتارة أخرى لتقريع الحكام على تهاونهم في تطبيق القانون (بالزور طبعاً). ناهيك عن الفصول والمقالب التي تتم بحنكة عالية بين الأندية وبعضها لتصدير المشكلات الوقتية والأزمات الطارئة في ظل ما اتفقنا على تسميته ب”المباراة خارج الملعب”.



أن يختلط الحابل بالنابل من مجرد احتكاك، وأن تدور أحداث الشغب بهذه الطريقة المؤسفة التي رأيناها بين جمهوري الناديين من شرارة كهربائية صغيرة بين شايفر مدرب العين ومحمود حسن لاعب النصر.. سيناريو قد يتكرر في ملاعبنا هذا الموسم، ونخشى أن تكون تفعيلاته أكبر في المستقبل، لأن الجمهور بالذات من الصعب السيطرة على ردود فعله، لا سيما عندما يتعصب أو يحقن بالغيظ والغضب.



أما كيف يتم حقنه بالغيظ والغضب؟ فمن السهولة الإجابة عن هذا السؤال إذا ربطنا الخيوط ببعضها، وأوصلنا حلقات الشحن داخل الملعب وخارجه، فالجمهور الزاحف خلف فريقه عندما يصادف تعنتاً وصدوداً على بوابات الدخول ثم أسعاراً مبالغاً فيها لإحجامه عن الحضور أو لابتزازه، من دون أن يكون هناك سقف محدد لهذه التذاكر.. ذاك الجمهور ماذا تنتظرون منه عندما تحدث شرارة شغب من شاكلة ما رأينا؟



ماحدث تصدق فيه مقولة: “نعيب جمهورنا والعيب فينا” على غرار قول الإمام الشافعي “نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيب سوانا”.. فالذي نراه من الجمهور في ملاعبنا هو حصاد ما نزرعه عبر الأفعال وردود الأفعال والتصريحات التي يتفنن البعض أحياناً في ملئها بالألغام والكلمات الموقوتة، كأننا على مشارف مواقع حربية لا مباريات رياضية، ولعل بعض البرامج الرياضية بالذات لعبت وتلعب دوراً محسوساً وكبيراً في عمليات الشحن والتعبئة التي نعيشها على صعيد الدوري هذا الموسم، فالمساجلات التي تحدث على الهواء والتي ينفتح فيها المجال لكل من هبّ ودبّ ليقول ما في بطنه، نعم مثيرة في لحظتها، لكنها خطيرة في عواقبها وتفعيلاتها، ولا أتصور أنها عملياً تخدم المسابقة أو تحل مشكلاتها بقدر ما تزيدها تعقيداً وغلياناً .



في حادثة ذلك الشغب، وبتجرد تام، إذا كنا سنطالب الجمهور بضبط النفس واللاعبين بالانضباط الانفعالي، فمن باب أولى نطالب المدربين والإداريين الذين من المفترض أن يكونوا قدوة ومثلاً.



وإن شاء الله تكون عقوبات الرابطة رادعة حتى لا نصادف مثل ما رأينا مجدداً.